يتسرب بعض الطلاب من المدرسة لأسباب كثيرة، منها المعلم أو المادة الدراسية أو رفقاء السوء أو إغفال الوالدين وعدم المتابعة أو عدم تقدير قيمة الوقت.
بعض الأسر لم تكن لديها اهتمامات بأبنائها، فالمتعلم والجاهل عندهم على حد سواء، وهناك دراسة ميدانية تؤكد بأن لولي الأمر والأسرة ككل أهمية كبيرة في تقبل التلميذ أو كرهه للمدرسة، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك من خلال الواقع التعليمي.
المعلم أيضا قد يكون له دور كبير وفعال في قبول ورفض التلميذ للمدرسة. كأن يكون محبا لتلاميذه مراعيا خصائصهم النفسية والعقلية والاجتماعية، فكلما كان المعلم محبوبا من تلاميذه كانت المادة سهلة وسلسة بالنسبة لتقبلها من قبل التلاميذ، وبذلك يحب التلميذ المعلم والمدرسة، ويحرص على الذهاب إلى المدرسة بنفسه دون تدخل أي طرف آخر في هذه القضية، وعلى عكس ذلك عندما يكون المعلم متسلطا ويأخذ مبدأ الأمر والنهي في أسلوبه، وطريقة تعامله قاسية مع التلاميذ فسيكون الوضع مختلفا، حيث يكره التلميذ المعلم والمدرسة فنراه يسلك أساليب ملتوية في التعامل، فنرى شخصيته تضعف وينتابه الخوف والفزع من المعلم، ومع تطور الأحداث نراه يهرب أو يتقاعس عن الذهاب إلى المدرسة بحجة المرض، وقد يصل إلى الكذب أو الخروج من المنزل بحجة الذهاب إلى المدرسة، ويغير وجهة سيره إلى أماكن أخرى حتى ينتهي الدوام المدرسي ليرجع إلى منزله كأنه قادم منها.
المناهج و وقت الفراغ
المادة الدراسية والامتحانات قد تكون سببا أيضا في كره المدرسة والتغيب عنها أو التسرب منها، فكلما كثرت الامتحانات كانت مرضا يؤرق التلميذ، فبعض المعلمين لا يبالي من هذه الناحية، يضع على كاهل الطلاب مذاكرة نصف كتاب، ويأتي آخر في نفس اليوم ليضع امتحانا آخر وهكذا، لذلك يجب على المعلم شرح المادة العلمية بإتقان وتوصيلها لأذهان التلاميذ بدقة، ولا يرهق التلميذ بكثرة الواجبات المنزلية.
يقول المثل الشائع (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) والمقصود إذا لم تفهم قيمة الوقت فقد أضعت العمر هباء دون فائدة، لهذا قد يكون وقت الفراغ قاتلا إذا ما أسأنا استخدامه، وقد يكون مفيدا إذا ما أحسنا استغلاله، وعلى المدرس أن يسدي النصائح للتلاميذ بكيفية استغلال وقت الفراغ بما يناسب ويعود بالفائدة، كما أن على الأب أن يوفر مناخا صالحا ومفيدا يستطيع ابنه من خلاله أن يستغل وقت الفراغ بما يعود عليه بالنفع والفائدة